قصص الانبياء بالصلصال– قصة سيدنا اسماعيل عليه السلام
قصة سيدنا إسماعيل عليه السلام |
” واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا”التقى سيدنا إسماعيل بأول محنة وهو طفل تركه والده سيدنا إبراهيم عليه السلام هو وأمه هاجر فى الوادي وكان طفلا رضيعا لم يفطم بعد ، كان الوادي يخلو تماما من علامات الحياة وبعد يومين انتهى الماء والطعام وأحست هاجر وإسماعيل بالعطش ، بدأ إسماعيل يبكى من العطش. تركته أمه وراحت تمشى مسرعة تبحث عن ماء حتى وصلت إلى جبل اسمه (الصفا) وراحت تبحث عن بئر لكن لم يكن هناك شيء ونزلت مسرعة من الصفا حتى وصلت إلى جبل اسمه (المروة) فلم تجد شيئا أيضا ، ظلت تذهب وتجيء سبع مرات بين الجبلين ، عادت هاجر بعد المرة السابعة وهى مجهدة ومتعبة وجلست بجوار ابنها الذى كان قد بح صوته من البكاء والعطش.وفى هذه اللحظة اليائسة أدركتها رحمة الله وضرب إسماعيل بقدمه الأرض وهو يبكى فانفجرت تحت قدمه بئر زمزم « ربنا إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون وراحت الأم تشكر ربها وصدق ظنها حين قالت لن نضيع مادام الله معنا .التقى سيدنا إسماعيل بالمحنة الثانية فى حياته وهو شاب عندما أوحى الله سبحانه وتعالى إلى سيدنا إبراهيم أن يذبحه « فلما بلغ معه السعي قال يابنى إني أرى فى المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى فقال له إسماعيل عليه السلام إن هذا أمر يا أبى فبادر بتنفيذه « يأبت أفعل ما تؤمر ستجدنى إن شاء الله من الصابرين ، وها هو إبراهيم عليه السلام يكتشف أن ابنه ينافسه فى حب الله ولا نعرف أى مشاعر جاشت فى نفس إبراهيم بعد استسلام ابنه الصابر . ينقلنا الحق تبارك وتعالى نقلة خاطفة فإذا إسماعيل راقداً على الأرض ووجهه فى الأرض كى لا يرى نفسه وهو يذبح . وإذا بإبراهيم عليه السلام يرفع يده بالسكين عندئذ فقط وفى اللحظة التى كان السكين فيها يتهيأ لإمضاء أمره نادى الله إبراهيم وانتهى الاختبار وفدى الله إسماعيل بذبح عظيم « وفديناه بذبح عظيم .وجمع الله لسيدنا إسماعيل بين الرسالة والنبوة وشرفه أعظم تشريف حين جاء من نسله خاتم المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وقيل إن إسماعيل أول من نطق بالعربية البينة وهو ابن أربعة عشر عاما وأول من ركب الخيل واستأنسها .وبرع في رمى السهام وسهل اللغة فكان أول من نطق بالعربية الفصحى. كان إسماعيل عليه السلام نبيا صالحاً يحث أهله على طاعة الله وخصوصا أداء الصلاة التى هى عماد الدين وأساسه ، ويحثهم أيضا على أداء الزكاة ، ولهذا رضى الله عنه «واذكر فى الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا – وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا.عاش سيدنا إسماعيل فى شبه الجزيرة العربية ، وساعدت مياه زمزم على سكنى المنطقة وتعميرها. كبر سيدنا إسماعيل وبلغ أشده ، وقتها رجع إبراهيم عليه السلام إلى مكة بعد مرور أعوام كثيرة ليبحث عن زوجته وولده إسماعيل ، وبعد معرفته مكانهما لقى ولده شب على الصلاح وحسن الخلق والطاعة ، وكان رجوع إبراهيم بأمر من الله وقال لولده إسماعيل إن الله أمرني أن ابني هنا بيتا ، وها هو قد صدر الأمر الإلهي ببناء بيت الله الحرام فى نفس المكان الذى ترك فيه إبراهيم عليه السلام سيدنا إسماعيل وهو طفل رضيع مع أمه هاجر. وهو أول بيت وضع للناس فى الأرض ، هو أول مكان يعبد فيه الإنسان ربه ، وبدأ بناء الكعبة.وقد قام إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ببناء الكعبة وحدهما وبذلا جهدا استحالت بعد ذلك محاكاته على آلاف الرجال ، أى جهد بذله النبيان الكريمان وحدهما فى بناء بيت الله ، لكنهما كان يشغلهما أمر العقيدة «وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم – ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم وانتهى بناء البيت وأراد إبراهيم أن يضع حجرا مميزا يكون علامة خاصة يبدأ منها الطواف حول الكعبة.أمر إسماعيل أن يأتيه بحجر مميز يختلف عن لون الحجارة المستخدمة فى البناء وسار إسماعيل عليه السلام على قدر ما فى وسعه من جهد وذلك تلبيه لأمر أبيه ، وحين عاد كان سيدنا إبراهيم قد وضع الحجر الأسود فى مكانه فقال له إسماعيل عليه السلام من الذى أحضره إليك؟ قال أحضره جبريل عليه السلام . وانتهى بناء الكعبة وبدأ طواف الموحدين والمسلمين. |