سورة الفاتحة مكتوبة كاملة بالتشكيل | كتابة وقراءة
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ (1)
ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ (2)
ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ (3) مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ (4)
إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ (5) ٱهۡدِنَا
ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ (6) صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ
عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ
وَلَا ٱلضَّآلِّينَ (7)
التفسير الميسر تفسير سورة الفاتحة
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1)
سورة الفاتحة سميت هذه السورة بالفاتحة; لأنه يفتتح بها القرآن العظيم, وتسمى المثاني; لأنها تقرأ في كل ركعة, ولها أسماء أخر. أبتدئ قراءة القرآن باسم الله مستعينا به, (اللهِ) علم على الرب -تبارك وتعالى- المعبود بحق دون سواه, وهو أخص أسماء الله تعالى, ولا يسمى به غيره سبحانه. (الرَّحْمَنِ) ذي الرحمة العامة الذي وسعت رحمته جميع الخلق, (الرَّحِيمِ) بالمؤمنين, وهما اسمان من أسمائه تعالى، يتضمنان إثبات صفة الرحمة لله تعالى كما يليق بجلاله.
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)
(الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ) الثناء على الله بصفاته التي كلُّها أوصاف كمال, وبنعمه الظاهرة والباطنة، الدينية والدنيوية، وفي ضمنه أَمْرٌ لعباده أن يحمدوه, فهو المستحق له وحده, وهو سبحانه المنشئ للخلق, القائم بأمورهم, المربي لجميع خلقه بنعمه, ولأوليائه بالإيمان والعمل الصالح.
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3)
(الرَّحْمَنِ) الذي وسعت رحمته جميع الخلق, (الرَّحِيمِ), بالمؤمنين, وهما اسمان من أسماء الله تعالى.
مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)
وهو سبحانه وحده مالك يوم القيامة, وهو يوم الجزاء على الأعمال. وفي قراءة المسلم لهذه الآية في كل ركعة من صلواته تذكير له باليوم الآخر, وحثٌّ له على الاستعداد بالعمل الصالح, والكف عن المعاصي والسيئات.
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)
إنا نخصك وحدك بالعبادة, ونستعين بك وحدك في جميع أمورنا, فالأمر كله بيدك, لا يملك منه أحد مثقال ذرة. وفي هذه الآية دليل على أن العبد لا يجوز له أن يصرف شيئًا من أنواع العبادة كالدعاء والاستغاثة والذبح والطواف إلا لله وحده, وفيها شفاء القلوب من داء التعلق بغير اله, ومن أمراض الرياء والعجب, والكبرياء.
اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)
دُلَّنا, وأرشدنا, ووفقنا إلى الطريق المستقيم, وثبتنا عليه حتى نلقاك, وهو الإسلام، الذي هو الطريق الواضح الموصل إلى رضوان الله وإلى جنته, الذي دلّ عليه خاتم رسله وأنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم, فلا سبيل إلى سعادة العبد إلا بالاستقامة عليه.
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (7)
طريق الذين أنعمت عليهم من النبيين والصدِّيقين والشهداء والصالحين, فهم أهل الهداية والاستقامة, ولا تجعلنا ممن سلك طريق المغضوب عليهم, الذين عرفوا الحق ولم يعملوا به, وهم اليهود, ومن كان على شاكلتهم, والضالين, وهم الذين لم يهتدوا, فضلوا الطريق, وهم النصارى, ومن اتبع سنتهم. وفي هذا الدعاء شفاء لقلب المسلم من مرض الجحود والجهل والضلال, ودلالة على أن أعظم نعمة على الإطلاق هي نعمة الإسلام, فمن كان أعرف للحق وأتبع له, كان أولى بالصراط المستقيم, ولا ريب أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم أولى الناس بذلك بعد الأنبياء عليهم السلام, فدلت الآية على فضلهم, وعظيم منزلتهم, رضي الله عنهم. ويستحب للقارئ أن يقول في الصلاة بعد قراءة الفاتحة: (آمين), ومعناها: اللهم استجب, وليست آية من سورة الفاتحة باتفاق العلماء; ولهذا أجمعوا على عدم كتابتها في المصاحف.
تفسير الجلالين تفسير سورة الفاتحة
1 – بسم الله الرحمن الرحيم
2 – (الحمد لله) جملة خبرية قصد بها الثناء على الله بمضمونها على أنه تعالى مالك لجميع الحمد من الخلق أو مستحق لأن يحمدوه ، والله علم على المعبود بحق (رب العالمين) أي مالك جميع الخلق من الإنس والجن والملائكة والدواب وغيرهم وكل منها يطلق عليه عالم ، يقال عالم الإنس وعالم الجن إلى غير ذلك ، وغلب في جمعه بالياء والنون أولي العلم على غيرهم وهو من العلامة لأنه علامة على موجده
3 – (الرحمن الرحيم) أي ذي الرحمة وهي إرادة الخير لأهله
4 – (مَلِكِ يوم الدين) أي الجزاء وهو يوم القيامة ، وخُصَّ بالذكر لأنه لا ملك ظاهراً فيه لأحد إلا لله تعالى بدليل {لمن الملك اليوم لله} ومن قرأ {مالك} فمعناه مالك الأمر كله في يوم القيامة أو هو موصوف بذلك دائماً {كغافر الذنب} فصح وقوعه صفة لمعرفة
5 – (إياك نعبد وإياك نستعين) أي نخصك بالعبادة من توحيد وغيره ونطلب المعونة على العبادة وغيرها
6 – (اهدنا الصراط المستقيم) أي أرشدنا إليه
7 – ويبدل منه : (صراط الذين أنعمت عليهم) بالهداية ويبدل من الذين بصلته (غير المغضوب عليهم) وهم اليهود (ولا) غير (الضالين) وهم النصارى ، ونكتة البدل إفادة أن المهتدين ليسوا يهوداً ولا نصارى والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً دائماً أبداً ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . [وعن الشيخ محمود الرنكوسي تفسير ألطف ورد في مختصر تفسير ابن كثير تفسير ابن كثير مفاده أن المغضوب عليهم هم الذين عرفوا الحق وخالفوه أما الضالين فلم يهتدوا إلى الحق أصلاً . دار الحديث]
تفسير مختصر من تفسير العلامة عبد الرحمن السعدي – رحمه الله – المسمى: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، مع شيء من الإضافة، لأعظم سورة في كتاب الله عز وجل، ألا وهي سورة الفاتحة، فنقول وبالله التوفيق:
قوله: بسم الله، أي أبتدئ قولي كالقراءة أو علمي كالكتابة بسم الله ليبعد الشيطان وتنزل بركة الرحمن، وإعانته لي في قولي وعملي.
(الله) علم على ذات الله جل جلاله، ومعناه: المألوه المعبود المستحق للعبادة وحده لا شريك له، لما اتصف به من صفات الجلال والكمال سبحانه.
(الرحمن الرحيم): اسمان دالان على أنه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي شملت كل مخلوق، واختص الله برحمته الكاملة أولياءه المتقين، كما في قوله تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنَا يُؤْمِنُونَ…) [لأعراف:156].
(الحمد لله): الحمد هو وصف المحمود بالكمال المطلق على كل حال، وقد روى ابن ماجه والحاكم وصححه ووافقه الذهبي، وقال النووي إسناده جيد، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم إذا أصابته السراء قال: “الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. وإن إصابته الضراء قال: الحمد له على كل حال”.
(رب العالمين): أي المربي للعالمين، وكل ما سوى الله فهو عالم. وتربيته تعالى لخلقه نوعان: عامة، وخاصة.
فالعامة: هي خلقه للمخلوقين ورزقهم وهدايتهم لما فيه مصالحهم التي فيها بقاؤهم في الدنيا.
والخاصة: تربيته لأوليائه فيربيهم بالإيمان، ويوفقهم ويكملهم، ويدفع عنهم الصوارف والعوائق الحائلة بينهم وبينه.
وحقيقتها: تربية التوفيق لكل خير، والعصمة من كل شر، ولعل هذا هو السر في كون أكثر أدعية الأنبياء بلفظ الرب.
(مالك يوم الدين): يوم الدين هو يوم القيامة، كما قال الله تعالى: (وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ) [الانفطار:15-19].
والمالك هو: المتصرف في كل شيء، فله الأمر والنهي، والعفو والمعاقبة وغير ذلك، وخص ملكه بيوم القيامة لظهوره للخلق تمام الظهور، واستسلام جميع ملوك الدنيا الذين ادعو لأنفسهم الربوبية والملك بغير حق في الدنيا، كفرعون وغيره، فينادي الله قائلاً: (لمن الملك اليوم) فلا يجيبه أحد فيقول: (لله الواحد القهار).
(إياك نعبد وإياك نستعين): أي نخصك وحدك بالعبادة والاستقامة، فلا نعبد إلا أنت ولا نستعين إلا بك، وذكره للاستعانة بعد العبادة مع دخولها فيها لاحتياج العبد في جميع عباداته إلى الاستعانة بالله تعالى، فإنه إن لم يعنه الله لم يحصل له ما يريده من فعل الأوامر، واجتناب النواهي، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: أوصيك يا معاذ، لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: “اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك” رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم، وقال صحيح على شرط الشيخين.
والعبادة هي: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.
والاستعانة هي: الاعتماد على الله تعالى في جلب المنافع، ودفع المضار، مع الثقة به في تحصيل ذلك، والقيام بعبادة الله والاستعانة به هو الوسيلة للسعادة الأبدية.
(اهدنا الصراط المستقيم): أي دلنا ووفقنا إلى الصراط المستقيم وهو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه، وثبتنا عليه حتى الممات، فطلب المسلم للهداية معناه الزيادة منها والموت عليها، والصراط المستقيم هو صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين (غير) صراط (المغضوب عليهم) وهم الذين عرفوا الحق وتركوه، أو غيروه وبدلوه كاليهود (ولا) صراط (الضالين) الذين تركوا الحق عن جهل وضلال كالنصارى.
قال ابن كثير: ولا أعلم بين المفسرين في هذا اختلافاً يعني: أن اليهود هم المغضوب عليهم، والنصارى هم الضالون.
ومما ينبغي التنبيه عليه هنا ما ذكره العلامة محمد بن عبد الوهاب النجدي رحمه الله في شرحه لسورة الفاتحة: أن بعض الناس إذا سمع مثل هذا يظن أنه مقصور على اليهود والنصارى فقط، والصواب أنه يتناول كل من عمل عملهم وسار سيرتهم.
ويستحب لمن يقرأ سورة الفاتحة أن يقول بعدها: آمين. وليست من الفاتحة قطعاً كما يتوهمه بعض العوام. ومعناها: اللهم استجب.
والله أعلم.
لسورة الفاتحة أهمية عظيمة ، وفضائلها كثيرة ، فمن ذلك :
– أنها ركن من أركان الصلاة ، لا تصح الصلاة إلا بها ؛ فروى البخاري (756) ومسلم (394) عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ) .
قال النووي :
“فِيهِ وُجُوب قِرَاءَة الْفَاتِحَة وَأَنَّهَا مُتَعَيِّنَة لَا يُجْزِي غَيْرهَا إِلَّا لِعَاجِزٍ عَنْهَا , وَهَذَا مَذْهَب مَالِك وَالشَّافِعِيّ وَجُمْهُور الْعُلَمَاء مِنْ الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ فَمَنْ بَعْدهمْ” انتهى .
– أنها أفضل سورة في القرآن ؛ فروى الترمذي (2875) وصححه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ : أَتُحِبُّ أَنْ أُعَلِّمَكَ سُورَةً لَمْ يَنْزِلْ فِي التَّوْرَاةِ وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ وَلَا فِي الزَّبُورِ وَلَا فِي الْفُرْقَانِ مِثْلُهَا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَيْفَ تَقْرَأُ فِي الصَّلَاةِ ؟ قَالَ : فَقَرَأَ أُمَّ الْقُرْآنِ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أُنْزِلَتْ فِي التَّوْرَاةِ وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ وَلَا فِي الزَّبُورِ وَلَا فِي الْفُرْقَانِ مِثْلُهَا) صححه الألباني في صحيح الترمذي .
– أنها السبع المثاني التي قال الله فيها : (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) الحجر/87 ، وروى البخاري (4474) عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى رضي الله عنه أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ قَالَ له : (لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ السُّوَرِ فِي الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ الْمَسْجِدِ) ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ قُلْتُ لَهُ : أَلَمْ تَقُلْ لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ ؟ قَالَ : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي ، وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ) .
قال الحافظ :
” اخْتُلِفَ فِي تَسْمِيَتهَا ” مَثَانِي ” فَقِيلَ لِأَنَّهَا تُثَنَّى كُلّ رَكْعَة أَيْ تُعَاد , وَقِيلَ لِأَنَّهَا يُثْنَى بِهَا عَلَى اللَّه تَعَالَى , وَقِيلَ لِأَنَّهَا اُسْتُثْنِيَتْ لِهَذِهِ الْأُمَّة لَمْ تَنْزِل عَلَى مَنْ قَبْلهَا , ” انتهى .
– أنها جمعت بين التوسل إلى الله تعالى بالحمد والثناء على الله تعالى وتمجيده ، والتوسل إليه بعبوديته وتوحيده ، ثم جاء سؤال أهم المطالب وأنجح الرغائب وهو الهداية بعد الوسيلتين ، فالداعي به حقيق بالإجابة .
انظر : “مدارج السالكين” (1/24) .
– أنها ـ مع قصرها ـ تشتمل على أنواع التوحيد الثلاثة ، توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات .
انظر : “مدارج السالكين” (1/24-27) .
– أنها تشتمل على شفاء القلوب وشفاء الأبدان .
قال ابن القيم رحمه الله :
“فأما اشتمالها على شفاء القلوب : فإنها اشتملت عليه أتم اشتمال ، فإن مدار اعتلال القلوب وأسقامها على أصلين : فساد العلم ، وفساد القصد ، ويترتب عليهما داءان قاتلان وهما الضلال والغضب ، فالضلال نتيجة فساد العلم ، والغضب نتيجة فساد القصد ، وهذان المرضان هما ملاك أمراض القلوب جميعها ، فهداية الصراط المستقيم تتضمن الشفاء من مرض الضلال ، ولذلك كان سؤال هذه الهداية أفرض دعاء على كل عبد وأوجبه عليه كل يوم وليلة في كل صلاة ، لشدة ضرورته وفاقته إلى الهداية المطلوبة ، ولا يقوم غير هذا السؤال مقامه .
والتحقيق بـ ( إياك نعبد وإياك نستعين ) علماً ومعرفة وعملاً وحالاً يتضمن الشفاء من مرض فساد القلب والقصد .
وأما تضمنها لشفاء الأبدان فنذكر منه ما جاءت به السنة ، وما شهدت به قواعد الطب ودلت عليه التجربة .
فأما ما دلت عليه السنة : ففي الصحيح من حديث أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مروا بحي من العرب … ” فذكر حديث الرقية بالفاتحة ” ثم قال :
“فقد تضمن هذا الحديث حصول شفاء هذا اللديغ بقراءة الفاتحة عليه فأغنته عن الدواء وربما بلغت من شفائه ما لم يبلغه الدواء .
هذا مع كون المحل غير قابل ، إما لكون هؤلاء الحي غير مسلمين ، أو أهل بخل ولؤم ، فكيف إذا كان المحل قابلاً ؟ انتهى .
“مدارج السالكين” (1/52-55) .
ثم قال :
“كان يعرض لي آلام مزعجة بحيث تكاد تقطع الحركة مني ، وذلك في أثناء الطواف وغيره فأبادر إلى قراءة الفاتحة وأمسح بها على محل الألم فكأنه حصاة تسقط ، جربت ذلك مراراً عديدة ، وكنت آخذ قدحاً من ماء زمزم فأقرأ عليه الفاتحة مراراً فأشربه فأجد به من النفع والقوة ما لم أعهد مثله في الدواء” انتهى .
“مدارج السالكين” (1/ 58) .
– أنها تشتمل على الرد على جميع المبطلين من أهل الملل والنحل ، والرد على أهل البدع والضلال من هذه الأمة .
وهذا يعلم بطريقين : مجمل ومفصل :
وبيان ذلك : أن الصراط المستقيم متضمن معرفة الحق وإيثاره وتقديمه على غيره ومحبته والانقياد له والدعوة إليه وجهاد أعدائه بحسب الإمكان .
والحق هو ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وما جاء به علماً وعملاً في باب صفات الرب سبحانه وأسمائه وتوحيده وأمره ونهيه ووعده ووعيده ، وفي حقائق الإيمان التي هي منازل السائرين إلى الله تعالى ، وكل ذلك مسلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم دون آراء الرجال وأوضاعهم وأفكارهم واصطلاحاتهم .
“مدارج السالكين” (1/58) .
– أن سورة الفاتحة قد تضمنت جميع معاني الكتب المنزلة.
“مدارج السالكين” (1/74) .
– أنها متضمنة لأنفع الدعاء.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : “تأملت أنفع الدعاء ، فإذا هو سؤال العون على مرضاته ، ثم رأيته في الفاتحة في : (إياك نعبد وإياك نستعين)” انتهى .
“مدارج السالكين” (1/78) .
وبالجملة : فسورة الفاتحة مفتاح كل خير وسعادة في الدارين .
قال ابن القيم رحمه الله :
” فاتحة الكتاب وأم القرآن والسبع المثاني والشفاء التام والدواء النافع والرقية التامة ومفتاح الغنى والفلاح وحافظة القوة ودافعة الهم والغم والخوف والحزن لمن عرف مقدارها وأعطاها حقها وأحسن تنزيلها على دائه وعرف وجه الاستشفاء والتداوي بها والسر الذي لأجله كانت كذلك .
ولما وقع بعض الصحابة على ذلك رقى بها اللديغ فبرأ لوقته ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( وما أدراك أنها رقية ) .
ومن ساعده التوفيق وأُعِين بنور البصيرة حتى وقف على أسرار هذه السورة وما اشتملت عليه من التوحيد ، ومعرفة الذات والأسماء والصفات والأفعال ، وإثبات الشرع والقدر والمعاد ، وتجريد توحيد الربوبية والإلهية ، وكمال التوكل والتفويض إلى من له الأمر كله وله الحمد كله وبيده الخير كله وإليه يرجع الأمر كله ، والافتقار إليه في طلب الهداية التي هي أصل سعادة الدارين ، وعلم ارتباط معانيها بجلب مصالحهما ودفع مفاسدهما ، وأن العاقبة المطلقة التامة والنعمة الكاملة منوطة بها موقوفة على التحقق بها ؛ أغنته عن كثير من الأدوية والرقى ، واستفتح بها من الخير أبوابه ، ودفع بها من الشر أسبابه ” انتهى .
“زاد المعاد” (4/318) .
والله أعلم
سورة الفاتحة من السورة المكية على الصحيح من أقوال أهل العلم، ولم يذكر العلماء في أسباب النزول سببا معينا في نزول الفاتحة، وأما مكانتها بين السور فيمكن إجمالها فيما يلي:
أولا: أنها أعظم سورة في القرآن العظيم، ودليل ذلك ما رواه البخاري وأحمد وأبو داود وغيرهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي سعيد بن المعلي رضي الله عنه: لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد.. فقال.. الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته.
ثانيا: أن قراءتها ركن من أركان الصلاة بخلاف غيرها من السورة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب.
ثالثا: أنها أول سورة افتتح بها المصحف الشريف، ولذا سميت بفاتحة الكتاب.
رابعا: أنها لم ينزل في التوراة ولا الإنجيل سورة مثلها ولا أعظم منها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما أنزل الله عز وجل في التوراة ولا في الإنجيل مثل أم القرآن.. رواه النسائي والترمذي وأحمد وصححه الألباني والأرناؤوط.
وأما الدروس المستفادة منها والعبر فهذا لا يدخل تحت حصر، ولا يمكن ذكره في مثل هذه الفتوى، ولكن من ذلك.
الثناء على الله تعالى بما هو أهله وتمجيده وتعظيمه، وهذا يؤخذ من قوله الله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {الفاتحة:2 }
إثبات سلطان الله تعالى على جميع المخلوقات في الأرض والسموات وأنه المربي لهم والمتصرف في أمرهم والمالك لنواصيهم، وهذا يؤخذ من قوله تعالى: رَبِّ الْعَالَمِينَ.
اتصاف الله تعالى بصفة الرحمة وأنه الرحمن الموصولة رحمته لعباده، وهذا يؤخذ من قول الله تعالى: الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ .
إفراد الله تعالى بالعبادة والاستعانة وهذا يؤخذ من قول الله تعالى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ {الفاتحة:5} أي نعبدك ولا نعبد سواك، ونستعين بك ولا نستعين بسواك.
Introduction
Al-Fatiha, known as The Opening, is the first chapter of the Quran and holds a significant place in the hearts of Muslims around the world. This chapter comprises seven verses and serves as a fundamental component of Islamic worship, particularly in daily prayers. Its themes encompass the oneness of God, the quest for guidance, mercy, and the acknowledgment of the Day of Judgment. Understanding Al-Fatiha not only enhances one’s connection to Islamic teachings but also reveals insights that remain relevant to contemporary life. This article will explore ten profound insights derived from Al-Fatiha, illuminating its importance within both spiritual and societal contexts.
1. The Structure of Al-Fatiha
A. Seven Verses of Importance
The structure of Al-Fatiha consists of seven verses, each carrying deep meanings and spiritual significance. The chapter begins with praise for Allah, the Lord of all worlds, and emphasizes His qualities of mercy and compassion. Each verse acts as a reminder of the relationship between the believer and God, marking a journey of acknowledgment, supplication, and reflection. The repetition of key themes throughout the verses reinforces the essential nature of these ideas in the life of a Muslim.
Moreover, the seven verses create a rhythm that enhances the memorization and recitation of the chapter. This structure allows for a deeper understanding of each message conveyed, as believers are encouraged to reflect on the implications of their words during prayers. Each recitation serves as a moment of contemplation, inviting individuals to connect with their faith on a personal level.
B. The Role of Recitation in Prayer
Recitation of Al-Fatiha is obligatory in each unit of the Muslim prayer (Salah), marking its prominence in religious practice. This chapter serves as a direct line of communication between the believer and Allah, where each recitation is a declaration of faith. By incorporating Al-Fatiha into daily prayers, Muslims reinforce their devotion and commitment to worship, while also seeking guidance and mercy from their Creator.
The act of recitation is not merely routine; it is an invocation of divine presence that imbues the prayer with meaning. Each mention of God’s names and attributes in Al-Fatiha encourages believers to foster a sense of humility and gratitude, thus deepening their spiritual experience during Salah.
2. The Concept of Tawhid
A. The Oneness of God
Al-Fatiha encapsulates the concept of Tawhid, or the oneness of God, which is foundational to Islamic belief. The chapter emphasizes Allah’s unique nature and sovereignty over all creation, affirming that there is no deity worthy of worship except Him. This core tenet of Islam encourages believers to cultivate a personal and direct relationship with God, unencumbered by intermediaries.
Understanding Tawhid through the lens of Al-Fatiha invites reflection on the nature of existence and the purpose of life. It challenges individuals to realize their dependence on the Divine and to acknowledge His omnipotence in all matters of life, thereby fostering a sense of accountability in their actions and decisions.
B. Implications for Believers
The implications of Tawhid extend beyond the individual to the community and society at large. When believers embrace the principle of the oneness of God, it fosters unity and harmony within the Muslim community. Moreover, it encourages an ethical framework where mutual respect and justice are upheld, reflecting the values inherent in Islamic teachings.
On a personal level, recognizing the oneness of God instills a sense of purpose and direction in the believer’s life. It emphasizes the importance of sincerity in worship, as all acts are ultimately dedicated to the One who is the source of all guidance and mercy.
3. The Significance of Guidance
A. Seeking the Straight Path
One of the most profound aspects of Al-Fatiha is its emphasis on seeking guidance, particularly the Straight Path. This path symbolizes a life lived in accordance with divine principles and moral integrity. In reciting Al-Fatiha, believers express their yearning for direction in their spiritual journey, acknowledging their need for God’s guidance in every facet of life.
The concept of the Straight Path can also be interpreted as a quest for knowledge and wisdom. It invites believers to engage with scripture, reflect on their actions, and seek counsel from those embodying righteous qualities. This pursuit of guidance fosters personal growth and a deeper understanding of one’s faith.
B. The Role of Divine Guidance
Divine guidance is portrayed as a fundamental necessity for navigating the complexities of life. In Al-Fatiha, believers are reminded that true guidance comes from Allah, who is aware of the paths that lead to success and fulfillment. This understanding alleviates the burden of self-reliance, encouraging a humble approach to life’s challenges.
Moreover, the emphasis on seeking guidance aligns with the notion of collective support within a community. By relying on divine wisdom, individuals can make informed decisions that benefit not only themselves but also their families and society at large. This interconnectedness highlights the importance of compassion, understanding, and collaboration within the Muslim community.
4. The Theme of Mercy
A. God as the Most Merciful
Al-Fatiha begins with the declaration of Allah as The Most Merciful and The Most Compassionate. This theme of mercy is central to the understanding of God’s nature and serves as a cornerstone of Islamic theology. It reflects the idea that despite human shortcomings, God’s mercy is always available, welcoming repentance and forgiveness.
By recognizing Allah’s merciful attributes, believers are encouraged to embody similar qualities in their interactions with others. This emphasis on compassion and forgiveness fosters a sense of community and understanding, promoting social harmony and inclusivity.
B. The Importance of Compassion
The theme of mercy in Al-Fatiha extends beyond the divine to the interpersonal relationships among individuals. As Muslims strive to emulate God’s qualities, the emphasis on mercy encourages acts of kindness, charity, and empathy. These virtues serve as essential components of a just and caring society, where individuals support one another and seek to alleviate suffering.
In the broader context, the promotion of compassion in Al-Fatiha resonates with the universal principles of humanity. By advocating for mercy and understanding, Al-Fatiha inspires believers to contribute positively to the world around them, engaging in actions that reflect their faith and values.
5. The Idea of Worship
A. The Centrality of Worship in Islam
Al-Fatiha highlights the centrality of worship in the life of a Muslim, beginning with the declaration that You alone we worship. This assertion reinforces the importance of dedicating one’s life to the service of Allah, which encompasses not only ritual prayers but also daily actions and intentions. Worship, in this sense, is holistic, integrating faith into every aspect of existence.
By recognizing worship as a fundamental expression of faith, believers are encouraged to cultivate a sincere and consistent relationship with God. This relationship is further deepened through the regular recitation of Al-Fatiha, which serves as a reminder of one’s commitment to worship and the importance of a righteous life.
B. The Relationship Between Worship and Guidance
The relationship between worship and guidance is a pivotal concept in Al-Fatiha. Worship is not merely an act of ritual but a means of seeking divine assistance and direction. Through sincere devotion, believers open themselves to receiving guidance from Allah, which helps navigate the complexities of life. This dynamic interplay underscores the reciprocal nature of faith: as individuals worship, they are equipped with the wisdom needed to follow the Straight Path.
Furthermore, the practice of worship fosters a sense of community among believers. Engaging in collective prayers and rituals reinforces social bonds, creating a supportive environment where individuals can share their struggles and seek guidance from one another. This reinforces the notion that worship is both an individual and communal endeavor, enhancing the spiritual fabric of society.
6. The Day of Judgment
A. Acknowledgment of Accountability
The acknowledgment of the Day of Judgment within Al-Fatiha reinforces the concept of accountability. The chapter serves as a reminder that every individual will be held responsible for their actions, encouraging reflection on moral choices and their consequences. This awareness of accountability fosters a sense of urgency in adhering to Islamic principles and striving for righteousness.
The belief in the Day of Judgment also instills hope and motivation. It assures believers that justice will ultimately prevail, and that their efforts towards good will not go unnoticed. This understanding fosters resilience in the face of life’s challenges, encouraging individuals to persist in their pursuit of virtue.
B. The Impact on Human Behavior
The belief in accountability influences human behavior by promoting ethical conduct and social responsibility. Recognizing the eventual consequences of one’s actions encourages individuals to align their choices with their faith, thereby nurturing a culture of integrity and respect within society. Al-Fatiha’s emphasis on accountability serves as a guiding force, illuminating the path one should tread in their daily lives.
This moral framework helps to mitigate societal issues, fostering a sense of justice and fairness. By internalizing the teachings of Al-Fatiha, individuals are encouraged to act with compassion and empathy, ultimately contributing to a more harmonious society.
7. The Duality of Human Nature
A. The Path of the Righteous vs. The Path of the Wicked
Al-Fatiha introduces the duality of human nature by highlighting the existence of both the righteous and the wicked. This duality emphasizes the choices individuals face in their lives, serving as a reminder that the path one chooses has significant implications for their spiritual journey. The chapter prompts reflection on personal conduct and the importance of aligning one’s actions with the values espoused in Islam.
The recognition of this duality fosters a sense of awareness and mindfulness in believers. Understanding that each choice contributes to a larger narrative encourages individuals to take responsibility for their actions and strive for righteousness, ultimately guiding them towards a fulfilling and meaningful existence.
B. The Importance of Choice
The concept of choice is central to the teachings of Al-Fatiha. It emphasizes that while guidance is sought from Allah, the ultimate decision rests with the individual. This understanding empowers believers to take ownership of their spiritual journey, recognizing that every action contributes to their relationship with God and the world around them.
Moreover, the emphasis on choice enhances the significance of personal agency within the Islamic framework. It encourages individuals to cultivate a strong moral compass, making informed decisions that reflect their values and beliefs. This understanding ultimately leads to personal growth and a deeper connection to one’s faith.
8. Al-Fatiha as a Prayer for Unity
A. Collective Worship in Community
Al-Fatiha serves as a prayer for unity among believers, acting as a common thread that binds the Muslim community together. The collective recitation of this chapter during prayers fosters a sense of belonging and solidarity, reinforcing the notion that Muslims are part of a larger spiritual family. This unity transcends cultural and ethnic boundaries, emphasizing the shared values inherent in Islamic teachings.
The call for collective worship is crucial, as it promotes a sense of togetherness and mutual support among believers. Engaging in communal rituals strengthens social ties, encouraging cooperation and collaboration within the community. This unity is vital in addressing societal challenges, as it empowers individuals to work together for the greater good.
B. The Role of Al-Fatiha in Islamic Rituals
Al-Fatiha’s role in Islamic rituals, particularly during prayers, underscores its importance in fostering a communal identity. The chapter’s recitation during various Islamic rites, including weddings and funerals, further emphasizes its spiritual significance. By incorporating Al-Fatiha into diverse aspects of life, believers reinforce their connection to their faith and community.
This ritualistic aspect of Al-Fatiha also serves to remind individuals of their responsibilities towards one another. It encourages believers to uphold values of compassion and support within their community, fostering an environment of care and understanding.
9. Linguistic Beauty and Depth
A. Arabic Language and Poetic Structure
The linguistic beauty of Al-Fatiha is evident in its poetic structure and eloquent language. The chapter’s rhythm and repetition create a mesmerizing effect, enhancing its memorization and recitation. This artistic quality not only enriches the spiritual experience but also serves as a testament to the brilliance of the Arabic language.
Moreover, the careful choice of words in Al-Fatiha reflects deep meanings that resonate with believers. Each verse is crafted to evoke emotion and contemplation, inviting individuals to engage more profoundly with the teachings of the Quran. This linguistic depth reinforces the importance of understanding scripture beyond mere recitation, encouraging believers to reflect on the messages conveyed.
B. The Impact of Language on Meaning
The impact of language on meaning is particularly pronounced in Al-Fatiha, where each word carries significant weight. The nuances of the Arabic language enhance the understanding of divine attributes, fostering a more profound appreciation of Allah’s qualities. This understanding enables believers to develop a deeper connection with their faith, as they engage with the text on a more intellectual and emotional level.
By recognizing the linguistic beauty of Al-Fatiha, believers are encouraged to explore the rich heritage of Arabic literature and its connection to Islamic teachings. This exploration can further enhance their spiritual journey, fostering a lifelong appreciation for the language and its profound impact on faith.
10. Contemporary Relevance
A. Lessons for Modern Life
Despite being an ancient text, Al-Fatiha remains relevant in contemporary life, offering lessons that transcend time and culture. Its emphasis on compassion, accountability, and the search for guidance resonates with the challenges faced by individuals today. In a rapidly changing world, the principles found in Al-Fatiha provide a moral compass, encouraging believers to navigate complexities with integrity and purpose.
Furthermore, the themes of unity and collective responsibility found within Al-Fatiha serve as vital reminders in today’s increasingly fragmented society. As global communities face various challenges, the call for compassion and mutual support becomes essential. By internalizing the lessons from Al-Fatiha, believers can contribute positively to their communities and the world at large.
B. Al-Fatiha in Interfaith Dialogue
Al-Fatiha’s universal themes offer valuable opportunities for interfaith dialogue, fostering understanding and respect among diverse religious communities. The chapter’s emphasis on mercy, compassion, and the search for guidance resonates with shared human values, inviting collaboration in addressing global issues such as poverty, inequality, and conflict.
Engaging in interfaith discussions centered around the teachings of Al-Fatiha can strengthen bonds between communities, promoting mutual respect and cooperation. This dialogue enriches the understanding of shared beliefs while acknowledging the importance of diversity in faith practices, ultimately contributing to a more harmonious world.
Conclusion
Al-Fatiha stands as a powerful testament to the depth and richness of Islamic teachings. Its profound insights into the oneness of God, the quest for guidance, and the importance of compassion resonate across cultures and time, offering valuable lessons for personal and communal growth. By exploring the themes present in Al-Fatiha, believers can deepen their understanding of their faith and foster a sense of unity within the community. In a world marked by challenges, the teachings of Al-Fatiha serve as a guiding light, encouraging individuals to embrace their spiritual journey with sincerity and purpose.
FAQs
What is Al-Fatiha?
Al-Fatiha is the first chapter of the Quran, consisting of seven verses that serve as an essential component of Islamic worship and daily prayers.
Why is Al-Fatiha important in Islam?
Al-Fatiha emphasizes the oneness of God, the need for guidance, and the importance of mercy and compassion, making it a fundamental element of Muslim belief and practice.
How does Al-Fatiha relate to daily prayers?
Recitation of Al-Fatiha is obligatory in every unit of the Muslim prayer, reinforcing its significance as a direct communication between the believer and Allah.
What themes are present in Al-Fatiha?
The themes of Al-Fatiha include Tawhid (the oneness of God), guidance, mercy, worship, accountability, and the duality of human nature.
How can the teachings of Al-Fatiha be applied in modern life?
The lessons from Al-Fatiha, such as compassion, accountability, and the pursuit of guidance, remain relevant in addressing contemporary challenges, fostering personal growth and community support.