قصص الانبياء بالصلصال سيدنا داوود عليه السلام

قصص الانبياء بالصلصال سيدنا داوود عليه السلام
قصص الأنبياء بالصلصال من أروع ما قدم التلفزيون المصري في شهر رمضان المبارك وأول مسلسل ديني مصرى للأطفال بالصلصال يحكي المسلسل قصص الأنبياء من وجهة نظر إسلامية إستنادَاً إلى نصوص القرآن كما تمت مراجعة المسلسل بمعرفة إدارة البحوث والتأليف والترجمة بالأزهر وتم عرضه لأول مرة عام ١٩٩٨ .. ✅فريق العمل : ✅الممثلون : أشرف عبد الغفور – سمير حسني – فاروق نجيب – ليلى حمادة – رباب – وفاء سالم – أمينة رزق – سوسن بدر – عبد الرحمن أبو زهرة .. ✅الرواة : سميرة عبد العزيز – إيناس جوهر (رواية للأحداث) محمد السبع (رواية للقرآن الكريم) ✅الإخراج : محمد إسماعيل (إخراج إذاعي) زينب زمزم (إخراج تلفزيوني)
قصة سيدنا داوود عليه السلام بالصلصال
في زمن بعيد، كان هناك ملك ظالم يُدعى “جالوت”، وكان ضخمًا جدًا، يرتدي درعًا ثقيلاً، ويخاف منه الجميع. في المقابل، كان هناك فتى شجاع من بني إسرائيل اسمه “داوود”، لم يكن قوياً مثل الجنود، بل كان راعيًا صغيرًا يصنع من الصلصال عصاه وخروفه الصغير.
عندما جاء وقت الحرب، خاف كل الجنود من جالوت. تقدم داوود بكل شجاعة، ووضع حجرًا صغيرًا في مقلاع الصلصال الذي صنعه. رمى الحجر على جالوت، فإذا به يقع على الأرض ويهزمه.
بعد هذا الانتصار، أصبح داوود بطلًا وأحبه الناس. اختاره الله نبيًا وملِكًا. كان داوود نبيًا حكيمًا، صوته جميل جدًا، وكان يسبح الله به. كانت الجبال والطيور تسبح معه، يمكنك أن تتخيلها من الصلصال بألوان مختلفة.
كان داوود عليه السلام يصنع الدروع من الحديد الصلب، ولكنه كان يلين في يده كالعجين، مثل الصلصال تمامًا. كان يصنع منه دروعًا قوية جدًا تحمي الجنود.
الدروس المستفادة:
الشجاعة: داوود لم يخف من جالوت رغم قوته.
الإيمان: كان يثق في الله، ويعرف أن النصر من عنده.
المهارة: استخدم داوود مهارته في رمي الحجارة ليهزم أقوى رجل في ذلك الوقت.
يمكنك أن تتخيل كل هذه الأحداث كشخصيات صالصة ملونة: داوود الصغير، جالوت الضخم، الجبال التي تسبح، والطيور التي تطير حوله.
داوود الصغير:
إشارة إلى شجاعة النبي داوود عليه السلام وهو في شبابه حين قاتل جالوت، رغم صغر سنه وضآلة جسده مقارنة بجالوت الضخم. هذه القصة وردت في سورة البقرة: “فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ” (البقرة: 251)
جالوت الضخم:
جالوت كان قائدًا جبارًا ظالمًا، مثّل القوة المفرطة، وهُزم على يد داوود الصغير بإذن الله.
الجبال التي تسبح:
معجزة أُعطيت لداوود، حيث كانت الجبال تُسبّح معه عند ذكره لله. قال تعالى: “إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ” (ص: 18)
الطيور التي تطير حوله:
أيضًا كانت الطيور تسبّح معه وتُجمع إليه: “وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً ۖ كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ” (ص: 19)
ملخص قصة داود عليه السلام
يعود نسب نبي الله داود عليه السلام إلى الخليل إبراهيم فهو داود بن إيشا بن عويد بن باعز بن سلمون بن نحشون بن عويناذب بن إرم بن حصرون بن فارص بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل.
وقد جاء ذكره عليه السلام وما كان من أحواله في غير ما موضع من كتاب الله تعالى، فقال سبحانه: وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء [البقرة: 251].
وعن وهب بن منبه قال: كان داود ، عليه السلام ، قصيرا ، أزرق العينين ، قليل الشعر ، طاهر القلب نقيه.
وقد آتاه الله الملك والحكمة وكان توليته الملك عقب قتله جالوت حيث مالت بنو إسرائيل إليه، وأحبوه حبا شديدا وهو أول من جمع له بين الملك والنبوة وكانا يفترقان قبل ذلك.
وقد كان عليه السلام يأكل من عمل يديه وقد علمه الله تعالى صناعة الدروع فكان يصنع كل يوم درعا ويبيعه ويأكل من ثمنه وقد ألان الله له الحديد كما أخبر في كتابه العزيز وألنا له الحديد [سبأ: 10]. وأما عن عبادته فقد ثبت في ” الصحيحين ” أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أحب الصلاة إلى الله صلاة داود ، وأحب الصيام إلى الله صيام داود ; كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه ، وكان يصوم يوما ويفطر يوما ولا يفر إذا لاقى”.
وقد وهبه الله تعالى صوتا شجيا نديا فكان إذا قرأ الزبور وسبح الرحمن سبح معه كل شيء فكانت تردد معه الجبال والطير فضلا من الله نعمة قال سبحانه: ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير [سبأ: 10].
وقد أخبر الله تعالى عن أنه فتن داود عليه السلام وأنه أناب وتاب، وقد ذكر حول هذا الأمر العديد من القصص والإسرائيليات ولا ينبغي أن يلتفت إليها وإنما يقتصر على ما في كتاب الله تعالى من البيان فقد قال عز من قائل: وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب [ص: 21 – 25].
ومن مأثوراته عليه السلام ما روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة داود، عليه السلام قال: «كن لليتيم كالأب الرحيم، واعلم أنك كما تزرع كذلك تحصد». وقوله: «ما أقبح الفقر بعد الغنى، وأقبح من ذلك الضلالة بعد الهدى».
وقد كان في زمانه صلى الله عليه وسلم البدء في بناء بيت المقدس، وذلك أن الناس كان قد أصابهم في زمان داود طاعون جارف، فخرج بهم إلى موضع بيت المقدس ، وكان يرى الملائكة تعرج منه إلى السماء ، فلهذا قصده ليدعو فيه ، فلما وقف موضع الصخرة دعا الله تعالى في كشف الطاعون عنهم ، فاستجاب له ورفع الطاعون ، فاتخذوا ذلك الموضع مسجدا ، وكان الشروع في بنائه إحدى عشرة سنة مضت من ملكه ، وتوفي قبل أن يستتم بناءه.
وقد توفاه الله عن عمر مائة سنة، وقد جاء في وفاته من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كان داود النبي فيه غيرة شديدة ، وكان إذا خرج أغلقت الأبواب ، فلم يدخل على أهله أحد حتى يرجع ، قال: فخرج ذات يوم وغلقت الدار ، فأقبلت امرأته تطلع إلى الدار ، فإذا رجل قائم وسط الدار ، فقالت لمن في البيت : من أين دخل هذا الرجل والدار مغلقة ؟ والله لتفتضحن بداود . فجاء داود ، فإذا الرجل قائم وسط الدار ، فقال له داود : من أنت ؟ قال : أنا الذي لا أهاب الملوك ولا يمتنع مني شيء ، فقال داود : أنت والله ملك الموت ، فمرحبا بأمر الله . فرمل داود مكانه حيث قبضت روحه ، حتى فرغ من شأنه، وطلعت عليه الشمس ، فقال سليمان للطير : أظلي على داود . فأظلته الطير حتى أظلمت عليهما الأرض ، فقال لها سليمان : اقبضي جناحا جناحا، قال أبو هريرة : يرينا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف فعلت الطير . وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده.
قصة سيدنا داوود عليه السلام كاملة بالتفصيل
قصة سيدنا داوود عليه السلام كاملة
قال تعالى في كتابه العزيز بسورة يوسف: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).
ومن خلال هذه الآيات نجد أن الله سبحانه وتعالى يؤكد لنا أن كل العبرة وليس لأي منا، بل لأولي الألباب تكون في قصص الأنبياء عليهم صلوات الله.
قصــــــــة سيدنا داوود عليه السلام كاملة
سيدنا “داوود” عليه السلام هو ثاني ملك لمملكة إسرائيل الموحدة، وهو نبي من أنبياء بني إسرائيل.
وصف سيدنا “داوود” عليه السلام بأنه أنزه وأحق ملك من بين ملوك إسرائيل، وهو أيضا محارب مقدام.
أنزل الله سبحانه وتعالى على نبينا “داوود” الكتاب السماوي (الزبور).
قال تعالى بسورة الإسراء: (وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ ۖ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا).
وقد قيل والعلم لله وحده سبحانه وتعالى أن كتاب الزبور ليس به حلال أو حرام، ولم يذكر به حدود ولا حتى فرائض؛ وإنما هو كتاب تحميد وتمجيد وتوحيد لله سبحانه وتعالى.
رسالة سيدنا داوود عليه السلام:
كانت رسالة سيدنا “داوود” عليه السلام الحكم بين الناس، بالأمر بينهم بالعدل واتباع الحق المنزل من خالقهم سبحانه وتعالى، والبعد كل البعد عن هوى النفس المهلك.
قال تعالى في كتابه العزيز بسورة ص: (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ).
كان سيدنا “داوود” عليه السلام وأهله لا تنقضي عليهم ساعة من آناء الليل أو أطراف النهار إلا وكانوا يعبدون الله وحده لا شريك له.
وكان سيدنا “داوود” عليه السلام هو المقتدى به في العبادة وفي ميزان العدل، وفي كثرة العبادات وفي جميع أنواع القربات.
معجزات سيدنا “داوود” عليه السلام:
قال تعالى في كتابه العزيز بسورة سبأ: (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا ۖ يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ ۖ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ، أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ ۖ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ).
وقال تعالى في كتابه العزيز بسورة ص: (اصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ، إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ، وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً ۖ كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ، وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ).
وهب الله سبحانه وتعالى نبيه “داوود” عليه السلام طرق صناعة الدروع من الحديد لتحصين المقاتلين من الأعداء؛ وأرشده لكيفية صناعتها.
فكان عليه السلام يأكل من عمل يده؛ ألا الله سبحانه وتعالى له الحديد، فكان يشكله بيديه كيفما شاء ولا يحتاج لنار ولا لمطرقة لمساعدته في ذلك.
كانت الدروع قبل سيدنا “داوود” عليه السلام تصنع من الصفائح؛ وكان نبي الله “داوود” عليه السلام أول من قام بصناعة درع زرد، وهذا نوع من أنواع الدروع والذي يكون مصنوع من حلقات صغيرة للغاية وفي نفس الوقت كثيرة للغاية أيضا.
كما أتاه الله سبحانه وتعالى قوة في العبادة والجلد عليها، فكان عليه السلام يقوم نصف الليل، ويصوم نصف الدهر.
وعن “عبد الله بن عمرو بن العاص” رضي الله عنهما أن رسول الله صلَّ الله عليه وسلم تسليما كثيرا قال: (أَحَبُّ الصَّلاةِ إِلَى اللَّهِ صَلاةُ دَاوُدَ، وَأَحبُّ الصيامِ إِلَى اللَّهِ صِيامُ دَاوُدَ، كانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْل وَيَقُومُ ثُلُثَهُ ويَنَامُ سُدُسَهُ وَيصومُ يَومًا وَيُفطِرُ يَومًا) صدق رسول الله صلَّ الله عليه وسلم.
أتاه الله سبحانه وتعالى صوتا جميلا عذبا ساحرا لم يعطه لأحد من قبله ولا من بعده؛ فكان عليه السلام عندما يترنم بقراءة كتاب الزبور تلتف حوله الطير والحيوانات، حتى أن الوحوش تعتكف حوله ويسبحن معه بكرة وعشيا.
وقال “الأوزاعي”: (حدثني “عبد الله بن عامر” أعطي داوود من حسن الصوت ما لم يعطَ أحدٌ قط، حتى إن كان الطير والوحش يعكف حوله حتى يموت عطشا وجوعا، وحتى إن الأنهار لتقف).
وقال “وهب بن منبه”: (كان لا يسمعه أحد إلا حجل كهيئة الرقص، وكان عليه السلام يقرأ الزبور بصوتٍ لم تسمعه الآذان من قبل، فيعكف الجن والإنس والطير والدواب على صوته حتى يهلك بعضها جوعا).
داوود وتأسيس مملكة اليهود ببيت المقدس:
بيوم من الأيام سمع سيدنا “داوود” عليه السلام نبأ الملك طالوت أنه أعلن بأنه سيكافأ من يتمكن من قتل جالوت بأن يزوجه بابنته وأن يشاركه في ملكه وحكمه.
وكان سيدنا “داوود” عليه السلام يتقن الرمي بالمقلاع، واستطاع خلال الحرب أن يقتل جالوت.
وكانت النتيجة أن احبوه بنو إسرائيل ونصبوه ملكا عليهم بعدما خلعوا طالوت، جمع الله سبحانه وتعالى له بين النبوة والملك.
قال تعالى في كتابه العزيز بسورة البقرة: (فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ).
وقد قال “عبد الله بن المبارك” في كتاب الزهد: (أنبأنا “سفيان الثوري” عن “وهب بن منبه” أنه قال: إن في حكمة آل داوود، حق على العاقل أن لا يغفل عن أربع ساعات؛ ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يفضي بها لإخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويصدقونه عن نفسه، وساعة يخلي بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجمل؛ فإن هذه الساعة عون على هذه الساعات، وإجمام للقلوب.
وحق على العاقل أن يعرف زمانه، وأن يحفظ لسانه، وأن يقبل على شأنه.
وحق على العاقل أن لا يظعن إلا في إحدى ثلاث، زاد لميعاده، ومرمة لمعاشه، ولذة في غير ما حرم الله.
حياة سيدنا “داوود” عليه السلام ووفاتــــه:
لقد ذكر في قصة سيدنا “آدم” عليه السلام بالأحاديث الواردة أن الله سبحانه وتعالى لما استخرج ذرية سيدنا “آدم” من ظهره، ورأى فيهم النبيين، ورأى فيهم رجلاً يزهر…
قال سيدنا آدم: “أي يا رب من هذا؟!”
فقال الله سبحانه وتعالى: “إن هذا ابنك داوود”.
فقال سيدنا آدم: “وكم عمره؟!”
فقال ربنا جل في علاه: “عمره ستون عاما”.
فقال سيدنا آدم: “زد في عمره يا رب”.
فقال الله سبحانه وتعالى: “لا إلا أن أزيده من عمرك”.
وكان عمر سيدنا “آدم” عليه السلام ألف عامٍـ فزاده الله سبحانه وتعالى أربعين عاماً
فقال سيدنا “آدم” عليه السلام: “بقي من عمري أربعين عاماً”.
ونسي سيدنا “آدم” ما قدمه لابنه “داوود” عليه السلام.
فأتمها الله سبحانه وتعالى لسيدنا “آدم” عليه السلام ألف عام، ولسيدنا “داوود” عليه السلام مائة عام.
أما عن وفاته عليه السلام:
قال الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه عن رسول الله صلَّ الله عليه وسلم أنه قال: (كان داوود في غيرة شديدة، فكان إذا خرج أغلق الأبواب، فلا يدخل على أهله أحد حتى يرجع؛ فخرج ذات يوم وغلقت الدار، فأقبلت امرأته تطلع إلى الدار، فإذا رجل قائم وسط الدار.
فقالت لمن في البيت: “من أين دخل هذا الرجل والدار مغلقة؟، والله لنفتضحن بداوود.
فجاء داوود فإذا الرجل قائم وسط الدار، قفال له داوود: “من أنت؟!”
فقال: “أنا الذي لا أهاب الملوك، ولا أمنع من الحجاب”.
فقال داوود عليه السلام: “أنت والله إذاً ملك الموت، مرحبا بأمر الله”.
ثم مكث عليه السلام حتى قبضت روحه، فلما تم تغسيله وتكفينه والفراغ من شأنه كانت الشمس قد طلعت عليه.
فقال سيدنا سليمان للطير: “أظلي على داوود”.
فأظلته الطير عليه السلام حتى أظلمت عليه الأرض.
فقال سيدنا سليمان عليه السلام للطير: “أقبضي جناحا”.
قال أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه: “فطفق رسول الله يرينا كيف فعلت الطير، وقبض رسول الله بيده وغلبت عليه يومئذٍ المضرحية).
ومعنى قوله صلَّ الله عليه وسلم (وغلبت عليه يومئذٍ المضرحية): وغلبت على التظليل عليه الصقور ذات الأجنحة الطوال، ومفردها: المضرحي.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص الأنبياء مبسطة للأطفال pdf قصة إدريس عليه السلام
واقرأ أيضا:
3 قصص الأنبياء قصيرة سيدنا صالح وإدريس وإبراهيم عليهم السلام لأخذ الفائدة
واقرأ أيضا ولا تفوت عزيزنا القارئ:
قصص الأنبياء جاهزة للطباعة (آدم، إدريس، نوح، صالح) عليهم السلام
وأيضا أجمل قصص الأنبياء لأبنائك الصغار:
قصص من القرآن طارق سويدان ما لا يسع المرء جهله من قصص الأنبياء